هل الاحساس هو تفاعل فيزيائي ام كيميائي

هل الاحساس هو تفاعل فيزيائي ام كيميائي ؟ ، نتعرض فى حياتنا اليومية لملايين من الأحاسيس، ففى بعض الأحيان يراودنا الإحساس بالعطش، وحيناً آخر يراودنا الإحساس بالجوع، وفى الشتاء نحس بالبرودة، وفى الصيف نحس بالحرارة، ملايين الأحاسيس التى نتعرض لها ونتساءل هل الإحساس تفاعل فيزيائى أم كيميائى؟، ومن أين يأتى الإحساس؟، وما سبب وجوده، تُجيب الميدان نيوز عن كل هذه التساؤلات من خلال هذا المقال.

مفهوم الإحساس:

  • الإحساس كما تعرفه النظرية البنائية هو أمر لا يقبل تحليل أو تفسير، ويتم إدراكه عن طريق الوعى.
  • الإحساس وفق النظرية الوظيفية، هو عبارة عن عملية يشعر بها الإنسان بسبب التعرض للمنبهات الداخلية أو الخارجية.
  • تستقبل أعضاء الإنسان تلك المنبهات وعلى أساسها يطلق الجسم رد فعل لهذه المنبهات لا إرادياً، لذا فإن الإحساس هى عملية تعتمد على العقل والإدراك، وتعرض الخلايا العصبية لمنبه معين.

أنواع الإحساس:

أولاً: الإحساس الحسى:

  • هو ذلك الإحساس الذى ينشأ من حواس الإنسان الخمسة، وهى السمع والبصر والشم والتذوق واللمس، حيث يعتمد هذا الإحساس على الخلايا العصبية الموجودة بهذه بالحواس الخمسة،فإذا رأى الإنسان شئ جميل، فإن العين تأخذ صور لهذا الشئ، ويقوم عصب العين البصرى بنقل هذه الصور إلى الدماغ، فيتم تفسير هذه الصور وإدراكها، فيشعر بالسعادة.
  • وعلى العكس فإنها قد تكون صورة سيئة أو مؤلمة فعند نقلها بواسطة العصب البصرى إلى الدماغ يتم إدراكها على أنها صورة سيئة فتنبعث المشاعر السلبية لدى الشخص.
  • وهكذا فى جميع الحواس عند الإحساس بالبرودة والحرارة، التى تجعلك تتمسك بالأشياء أو تتركها سريعاً، وعند تناول الطعام فتشعر بمذاقه الجيد أو السئ، وعند شم الروائح الجميلة الجذابة أو المنفرة، كل هذا يندرج تحت مسمى الإحساس الحسى.

ثانياً: الإحساس الوظيفى أو الفسيولوجى:

  • هو الإحساس الذى ينشأ لدى الإنسان بسبب رغبته فى البقاء فى الحياة، كالشعور بالجوع والتعب والعطش والرغبة فى النوم، والجنس، فتعتبر بمثابة المحفزات التى تساعد الإنسان على استمرار الحياة.

ثالثاً: الإحساس الفطرى:

  • هناك بعض الأحاسيس التى تنشأ مع نشأة الإنسان، ومن هذه الأحاسيس هى الإحساس بالحب والكره، والغيرة والسعادة والحزن، والخوف والغضب والقلق.

رابعاً: الإحساس المكتسب:

  • يتمثل الإحساس المكتسب فى الأشياء التى يكتسبها الإنسان فى حياته من مختلف ما يدور حوله فى محيط الأسرة أو العائلة أو فى المجتمع الذى يعيش به، فيكتسب الإحساس بأهمية الإلتزام بالقيم والعادات والتقاليد والعرف، ويترجم هذا الإحساس فى الإلتزام بالعبادات وإحترام الكبير والعطف على الصغير وغيرها من المبادئ التى تحرص الأسرة على إكسابها للطفل.
  • آداء الفرد للعبادات ينتج عنه الإحساس بالأمن والراحة، لأنه بذلك يجد أنه يتقرب إلى الله وأنه سينال رضاه ويدخله جنته بإذن الله، فهذا إحساس مكتسب.

خامساً: الإحساس المركب:

  • ويعتبر هذا الإحساس هو عبارة عن مزيج من إحساسين معاً، فإصابة الإنسان بأحد الأمراض تجعله يحس بآلام المرض كما يحس بالحزن أيضاً.

سادساً: الإحساس التناقضى:

  • فى بعض الأحيان يصاب الإنسان بحالة من الصراع بين أكثر من إحساس، فعلى سبيل المثال قد يحس بأنه يحتاج إلى تلبية الرغبة الجنسية، ويراوده إحساس مكتسب بأن هذا ضد التقاليد والأديان ولابد من أن يتم ذلك داخل إطار شرعى وهو الزواج، فتنشأ حالة من الصراع بين هذه الأحاسيس حتى يتغلب أحدهما على الآخر.

سابعاً: الإحساس الميتافيزيقى:

  • يتمثل هذا فى الأحاسيس التى تراود الإنسان من خلال ما يعرف بالحاسة السادسة، فقد يراوده الشعور بأن هناك شئ سيحدث فى المستقبل ويحدث بالفعل، وقد يكون هذا ناتج من حدوث التخاطر أو ربما من الأحلام أو غيرها من أشكال التنبؤ.

هل الإحساس تفاعل فيزيائى أم كيميائى؟:

  •  التغير الكيميائى للمادة يعنى تغير فى خصائص المادة الكيميائية، مع عدم إمكانية أن تعود مرة أخرى إلى ما كانت عليه، فهى تغيرات تحدث داخل المادة نفسها، مثل التغير الذى يحدث للحديد ويجعله يتعرض للصدأ، فلا يمكننا أن نعيده إلى صورته الأولى.
  • أما التغير الفيزيائى التغير الذى يحدث للمادة نتيجة تعرضها لعامل خارجى، ويمكن أن تعود المادة إلى ما كانت عليه فى البداية، مثال عند تعريض مكعب الثلج للذوبان فإنه سيعطيك الماء، وإذا قمنا بتجميده مرة أخرى فإنه سيعود إلى حالته الأولى دون أن يحدث عليه أى تغيير.
  • ومن المرجح أن يكون الإحساس هو عبارة عن تفاعل كيميائى، وذلك لأن الإنسان عندما يحس بالجوع أو بالفرح أو بالحزن أو بالرضا لا يحدث ذلك تلقائياً، فلابد له من أن يكون هناك مادة محفزة، تعمل على إثارة الخلايا الحسية وتنقل هذا إلى الدماغ، فتتم ترجمته بالسلوك المناسب.
  •  فإن الإحساس أشبه بالتفاعل الكيميائى، حيث أن الإحساس ينتج من العديد من التغيرات الكيميائية التى تحدث للإنسان والتى تجعله يقوم بفعل معين من أجل تلبية هذا الإحساس، فعلى سبيل المثال الإحساس بالجوع قد يؤدى إلى تغييرات فى كيمياء المعدة، كما قد يصاحبه قلة مستوى الأكسجين فى الدم مما قد يؤدى للإنفعال، إذاً العديد من التغيرات داخل الإنسان بسبب الجوع، وهكذا فيمكن القول أن الإحساس تفاعل كيميائى.
‫0 تعليق

اترك تعليقاً