معنى على قدر اهل العزم

على قدر اهل العزم تأتي العزائم  وتأتي على قدر الكرام المكارم، ذلك أول بيت من قصيدة رائعة للشاعر المتنبي، وما أدراك ما المتنبي؟ شاعر الحكمة، وأستاذ الشعر، وفنان الحس، وهذه القصيدة من قصائده المشهورة، والتي يمدح فيها سيف الدولة الحمداني، ويصف المعركة التي خاضها ضد الروم، ولمزيد من التفاصيل تابعونا على الميدان نيوز.

مناسبة قصيدة على قدر أهل العزم تأتي العزائم

أنشد المتنبي القصيدة بعد معركة عظيمة دارت بين المسلمين بقيادة سيف الدولة الحمداني، والروم بقيادة الدمستق، وذلك بعد أن ذهب سيف الدولة إلى ثغر الحدث من أجل البناء والإعمار، فكان الروم مستعدين، وكانت أعدادهم تفوق أعداد المسلمين وجيش سيف الدولة، ومع ذلك فقد استطاع المسلمون والأمير بصبرهم وإيمانهم التغلب على جيش الروم، فقال المتنبي هذه القصيدة.

بحر قصيدة على قدر اهل العزم

تأتي القصيدة على بحر الطويل أحد أشهر بحور الشعر العربي، وهو:

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن    فعولن مفاعيلن فعولن (مفاعيلن أو مفاعلن أو مفاعي)

ولنأخذ على ذلك مثالًا البيت الأول من القصيدة

تقطيع بيت على قدر اهل العزم

يقول المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم        وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتكون الكتابة العروضية هكذا:

على قد رأهللعز متأتل عزائمو   وتأتي على قدرل كرامل مكارمو

ويكون تقطيع البيت هكذا:

وتكون تفعيلات البيت:

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن       فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

فعروض البيت مقبوضة وضربه مقبوض كذلك، والقبض هو حذف الخامس الساكن.

شرح قصيدة على قدر اهل العزم بإيجاز

  • يبدأ المتنبي بذكر الحكمة التي كان أستاذها غير مدافع في الشعر، ويجعل ذلك تمهيدًا لمدح سيف الدولة.
  • ثم بعد ذلك في البيت الثالث(يكلف سيف الدولة…) يبين القدرة العالية لسيف الدولة على تنظيم الجيش وقيامه بكل أعماله في وقت واحد، كما أن الكل يعمل من أجل هذا الأمير الشجاع المقدام حتى الطيور الجارحة.
  • ثم يصف المكان الذي حدثت به المعركة(هل الحدث الحمراء…) وأنها صارت حمراء من لو دماء الروم التي أراقها سيف الدولة وجيشه، وسقاها جثثًا كما يسقي الغمام الأرض.
  • ثم يعود إلى مدح الأمير ذاكرًا شجاعته(وقفت وما في الموت شك لواقف…)، حتى إنه قد تركه الموت تقديرًا لشجاعته، وعلى الرغم من رؤيته للأبطال الجرحى إلا أن ذلك يثنيه عن النصر، بل هو مبتسم مطمئن واثق في نصر الله.
  • وأنه يرمي بالرماح في صدور الأعداء(حفرت الردينيات…) مع محاربته بالسيوف العظيمة، ففتك بجنودهم، وشتت شملهم كالدراهم التي تتناثر على العروس.
  • (تظن فراخ الفتخ…)ثم يبين المتنبي منظر الخيل وهي تركض بسهولة رغم وعورة المسلك، وتصحبها العقبان فرحةً لتوافر طعامها وهو جثث الأعداء.  
  • ثم يسخر الشاعر من قائد الروم (أفي كل يوم ذا الدمستق…) الذي دخل في حرب مع سيف الدولة لا قبل له بها ولا طاقة، وأنه نجى فقط بعد أن انشغل الجيش بجنوده.
  • ثم يوضح المتنبي أن هذا الانتصار انتصار للإسلام على الشرك، وهي كذلك انتصار للمتنبي حيث تثير شاعريته بالقصائد والأبيات (ولست مليكًا هازمًا…).
  • ثم يعود الشاعر إلى مخاطبة الأمير، فهو السيف الذي لا يجارى، ولا يتوقف أو يبارى، وأن في سلامة الأمير سلامة للإسلام؛ لذلك فالعناية الربانية تشمله وترعاه، فهو يدافع عن دين الله، ويحارب أعداء الإسلام.

 

كان ذلك حديثنا عن قصيدة على قدر اهل العزم. تابعونا على الميدان نيوز ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً